أهم الأخبارالعرض في الرئيسةفضاء حر

ليت شعري لماذا تحاربون أنفسكم بهذا الإصرار القاتل؟

يمنات

محمد محمد المقالح

احتفل الشعب اليمني بثورة 26 سبتمبر لهذا العام ليس بالخروج إلى الشوارع أو بالألعاب النارية كالعادة، بل بحالة الخوف التي انتابت من حاولوا منع الناس من التعبير عن فرحتهم بالمناسبة!

نعم، الاحتفالات الشعبية بذكرى إعلان الجمهورية لهذا العام تمثلت بحالة الرعب التي انتابتكم وبكشافات أطقمكم التي طافت الأزقة والقرى بالرشاشات وصعدت قمم الجبال وهبطت أسفل الأودية والسيول، وهي تبحث عن شعلة نار أو علم جمهوري يرفعه مواطن على سيارته أو نشيد وطني تردده سيارته المسجلة أو هتاف بصوت الفلاحين والعمال وهم يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا يمن نفديك يا صنعاء نفديك يا عدن”.

والخلاصة، لقد كلفتكم الولاية فوق طاقتكم وبلا سبب وجيه يدفعكم إلى ذلك الغباء، لأنها قد جعلتكم دوماً وباستمرار في حالة تحفّز ونفير عام لا يتوقف، ومن أبسط صوت أو علامة تسمعونها في الجوار أو في الطابق الأسفل من بيوتكم وتحسبونها عليكم دون أن تكون كذلك.

نعم، بوقوفكم حدّ الجد مع الولاية وضد ثورة 26 سبتمبر تكونون قد منحتم شعبكم وبغباء شديد ودون حاجة إلى ذلك عناوين حقيقية للوقوف ضدكم: هي الجمهورية والوحدة والمواطنة، وهي عناوين صحيحة أتت بها ثورة سبتمبر، وبرفعها كل يمني حر وصاحب كرامة، ولم يكن لكم أن تقفوا ضدها، بل في مقدمة صفوفها لو كنتم تعرفون السياسة والوطنية أيضاً. ولولا تمسّككم بفكرة ميتة لن توصلكم إلى الحياة أبداً.

بالمناسبة، هذه العناوين التي تقفون ضدها اليوم بقوة قدرية وغريبة جداً لم يكن يملكها ضدكم كل أعدائكم الأجانب والمرتزقة، ولا يمكن أن يملكوها أبداً.

نعم، لن يمتلكوها أبداً، لأنها جميعاً في صميم الوطنية اليمنية، لا في بنادق الأعداء ووسائل إعلامهم، ولا في أيادي أدواتهم الارتزاقية والخائنة، ولكنكم أنتم من فرّط بها طوعاً ومن جعلتموها قسراً في مواجهتكم… ولله في خلقه شؤون.

زر الذهاب إلى الأعلى